غياب وزير الإسكان عن المحافل المحلية يثير الجدل: هل ملف أرض الزمالك السبب؟

Facebook
X
LinkedIn
WhatsApp
Email

أثار غياب المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، عن عدد من الفعاليات والمحافل المحلية في الفترة الأخيرة تساؤلات عديدة داخل الأوساط الاقتصادية والرياضية والإعلامية. فبينما يُنظر إلى هذه المؤتمرات باعتبارها منصة مهمة لعرض سياسات الدولة في قطاع الإسكان والتنمية العمرانية، جاء غياب الوزير في توقيت حساس يتزامن مع حالة ترقب واسعة للإفصاح عن مصير أرض نادي الزمالك.

ملف معقد ومتشابك

تُعد أرض نادي الزمالك من أكثر الملفات حساسية على طاولة وزارة الإسكان، لما تحمله من أبعاد رياضية واجتماعية واستثمارية. فالقطعة، التي تقع في موقع استراتيجي، ظلت محورًا لنقاشات طويلة بين الدولة والنادي، وسط مطالب من جماهير الزمالك وأعضائه بالحفاظ عليها لخدمة النشاط الرياضي، في مقابل رؤية حكومية تركز على الاستغلال الأمثل للأرض بما يحقق أعلى عائد تنموي واقتصادي.

هذا التشابك بين البعد الاجتماعي والرياضي من جهة، والبعد الاستثماري والاقتصادي من جهة أخرى، جعل الملف معقدًا إلى حد بعيد، وربما سببًا مباشرًا في إحجام الوزير عن الظهور الإعلامي المكثف لحين اتخاذ قرار نهائي وواضح.

ضغوط جماهيرية وإعلامية

لم يتوقف الأمر عند حدود النقاش المؤسسي، بل امتد ليصبح قضية رأي عام. فجماهير الزمالك ترى في الأرض جزءًا من هوية النادي وتاريخه، وتخشى أن يؤدي أي قرار بخروجها من يد النادي إلى إضعاف مكانته. وفي المقابل، تبرز أصوات تؤكد أن استغلال الأرض استثماريًا قد يعود بالنفع على النادي نفسه عبر إعادة توجيه العوائد إلى تطوير منشآته ومرافقه.

هذه الحالة من الجدل والضغط الشعبي ربما تفسر حرص الوزير على الابتعاد عن دائرة المواجهة المباشرة في الوقت الحالي، خاصة وأن أي تصريح غير محسوب قد يشعل الموقف أكثر.

الأبعاد الاقتصادية والسياسية

لا ينفصل ملف أرض نادي الزمالك عن السياسات الأشمل للدولة في إدارة أصولها، حيث تتجه الحكومة منذ سنوات إلى تعظيم الاستفادة من الأصول غير المستغلة عبر شراكات مع القطاع الخاص أو عبر الطرح للاستثمار. ومن ثم، فإن القرار بشأن هذه الأرض لن يكون قرارًا رياضيًا فقط، بل هو قرار اقتصادي وسياسي في المقام الأول.

وفي هذا السياق، يرى خبراء أن الإعلان عن رؤية واضحة للملف سيحمل رسائل قوية حول كيفية تعامل الدولة مع ملفات مشابهة تخص أندية أو مؤسسات ذات طبيعة جماهيرية.

لماذا الغياب؟

تعددت التفسيرات لغياب الوزير؛ فهناك من يرى أنه محاولة لامتصاص الغضب الجماهيري إلى أن يتم التوصل لحل توافقي، بينما يعتقد آخرون أن الغياب مجرد ترتيب بروتوكولي لا أكثر، وأن حضور الفعاليات المحلية قد أُوكل لقيادات الصف الثاني لحين الانتهاء من الملفات الكبرى.

غير أن المؤكد هو أن هذا الغياب زاد من زخم التساؤلات وربط الرأي العام بينه وبين أرض الزمالك، مما يضع الوزارة أمام تحدي الشفافية والتواصل مع المواطنين.

انتظار الحسم

تبقى الأنظار موجهة نحو وزارة الإسكان في انتظار إعلان القرار النهائي بشأن الأرض، وهو القرار الذي لن يحدد فقط مستقبل نادي الزمالك في جزء من تاريخه، بل سيحدد أيضًا صورة الوزارة وقدرتها على إدارة الملفات الحساسة التي تمس المجتمع بمختلف فئاته.