بناءً على توجيهات القيادة السياسية ومتابعة مستمرة من الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، أعلن صندوق التنمية الحضرية بالتعاون مع هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة عن تأهيل خمس تحالفات دولية ومصرية لإدارة وتشغيل مشروع حدائق الفسطاط، الذي يُعد أحد أهم وأكبر مشروعات التنمية الحضرية في مصر ومنطقة الشرق الأوسط.
وأكد المهندس خالد صديق رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الحضرية أن هذا الإعلان جاء عقب فترة من الدراسة الدقيقة للعروض المقدمة من الكيانات المتنافسة، إلى جانب زيارات ميدانية قامت بها هذه التحالفات لموقع المشروع، حيث اطلعت على أعمال التنفيذ والتطورات الجارية على أرض الواقع تمهيدًا لبدء مرحلة التشغيل والإدارة بكفاءة وإبداع، بما يتماشى مع رؤية الدولة في تعظيم الاستفادة من المشروعات القومية الكبرى.
ويقع مشروع حدائق الفسطاط في قلب القاهرة التاريخية على مساحة تصل إلى 500 فدان ليكون أكبر متنفس أخضر في منطقة الشرق الأوسط، ويجاور متحف الحضارة وبحيرة عين الصيرة ومجمع الأديان وجامع عمرو بن العاص، كما يتميز بإطلالات بصرية فريدة تمتد لتشمل أهرامات الجيزة وقلعة صلاح الدين ومآذن القاهرة القديمة، بما يعيد إحياء روح المدينة التاريخية في ثوب عمراني حديث ومتطور.
وأوضح المهندس خالد صديق أن المشروع يتكون من ثماني مناطق رئيسية تتكامل فيما بينها لتقديم تجربة حضرية وسياحية متفردة، وتشمل التلال الطبيعية التي تتخللها ممرات مائية والمنطقة الثقافية والترفيهية ومنطقة الآثار والحفريات القديمة ومنطقة الاحتفالات والمسرح الروماني ومنطقة المغامرات والحدائق التراثية والأسواق التجارية الواسعة إضافة إلى المنطقة الاستثمارية التي تضم مجموعة متنوعة من المطاعم والمراكز التجارية والفنادق.
وأضاف أن المشروع يمثل نقلة نوعية في مفهوم التطوير الحضري، حيث يجمع بين الحفاظ على التراث التاريخي وتوفير بيئة مستدامة تراعي البعد الجمالي والبيئي، إذ تصل نسبة المساحات الخضراء إلى نحو 75% من إجمالي المساحة الكلية، مع الاعتماد على تصميمات معمارية مستوحاة من هوية القاهرة التاريخية لتقديم نموذج حضاري يجمع بين الأصالة والمعاصرة.
واختتم رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الحضرية تصريحه بالتأكيد على أن الصندوق يثمن الدعم الكبير من القيادة السياسية لهذا المشروع العملاق، ويجدد التزامه الكامل بتقديم نموذج إداري وتشغيلي رائد لحدائق الفسطاط يحقق تطلعات المواطنين ويسهم في رفع جودة الحياة داخل العاصمة التاريخية، ويعزز مكانة القاهرة كإحدى أبرز المدن التراثية العالمية التي تجمع بين التاريخ العريق والتنمية الحديثة.
